هل يكون الكربون أكثر من مجرد عوادم
في اللقاء العالمي الأول لمناقشة الاقتصاد الدائري منخفض الكربون والذي أقيم في عاصمة المملكة العربية السعودية (iCCUS 2020)، وبرعاية من أرامكو السعودية. تجمع قادة قطاع الطاقة من كافة أنحاء العالم في طموح جاد لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إضافة إلى استغلالها بالطريقة المثلى اقتصادياً وبيئياً.
الإستفادة من العوادم
مازال هناك دول تنظر إلى الكربون والإنبعاثات من مصادر الطاقة الهيدروكربونية على أنها مشكلة، بينما هناك دولاً آخرى كالسعودية تعتبر الكربون فرصاً استثمارية كبيرة في حال الانتفاع منها واستغلالها بما يخدم نمو قطاع الطاقة وتطور التقنيات به. ونقتبس هنا ماقاله المهندس أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين،: “من أولويات أرامكو القصوى الإسهام الإيجابي في التغلب على أحد أكبر التحدّيات التي يواجهها العالم وهو الموازنة بين إمداد العالم بمزيد من الطاقة لتمكين البشر والمجتمعات من النمو والازدهار الاقتصادي وخاصة لدى الدول النامية، وفي نفس الوقت تخفيض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في إطار أهداف الاستدامة العالمية”.
مايعبر عن الفرص الواعدة التي يمكن أن يساهم بها تطوير تقنيات استخلاص الكربون واستغلاله وتخزينه للوصول إلى التنمية الاقتصادية واستدامة قطاع الطاقة الهيدروكربونية.
فالمملكة لديها فرصاً كبيرة لتحويل الكربون إلى استثمار مرتفع العوائد بوجود أرامكو السعودية وسابك وذلك بتطبيقها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتبني الدراسات التي تسمح باكتشاف المزيد من الفرص والتقنيات كالتعاون الذي يجري مابين أرامكوا السعودية والمعهد الكوري للعلوم والتقنية، حيث أعلن عن إيجادهم طريقة مبتكرة وحيوية للاستفادة من الكربون بتقنيات صديقة للبيئة.
تدوير الكربون الوافر
كما يجدر بنا الإشارة بأن كميات الكربون بالمملكة تصل إلى 800 ألف طن بحسب ماقاله معالي وزير الطاقة خلال المؤتمر، ومع تزايد الحاجة إلى التنوع في مصادر الطاقة والحاجة إلى استغلال كافة الموارد وتضافر الجهود لتحقيق منظومة متكاملة يتعاون فيها القطاعين العام والخاص. أكدت أرامكو السعودية على عملها على تطوير ونشر تقنيات مبتكرة مثل تحويل الكربون إلى بوليمرات إضافة إلى استخلاص الكربون في الأسمنت. كذلك أنشأت سابك أكبر مصنع في العالم لجمع وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد يمكن استخدامها في عمليات صناعية أخرى. مايسهم في تعزيز إمكانية المملكة في تحقيق الاقتصاد الكربوني الدائري وجعل المملكة منصة رائدة في هذا المجال عالمياً.