الطاقة الشمسية .. إلى أين؟
تُشكِّل الشّمس المصدر الرئيس للطّاقة على كوكب الأرض منذ ملايين السنين، كما أن لها الدور الأساس والحيوي في تنمية الحياة وتطورها، فقد حاول الإنسان جاهداً منذ فترة بعيدة من الزمن، الاستفاده من هذا المصدر الحيوي واستغلاله ليسخره في مصلحته، وبفضل التطور التقني الذي شهده العالم، تمكن الإنسان من تطوير مزيد من الأبحاث والابتكارات في مجال استغلال الطاقة الشّمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، حتى أصبح هذا المصدر لايقل أهمية عن بقية مصادر الطاقة المختلفة.
رؤية جادة ووطنٌ طموح
ركزت المملكة العربية السّعودية ومن خلال خطط وأهداف رؤية 2030م، على الاستثمار في مجال الطاقة الشّمسية لكونها فرصة واعدة، ليس فقط لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وإنما من حيث الجدوى الاقتصادية، وتوفر الظّروف المناخية الملائمة، حيث قامت مدينة الملك عبدالله للطّاقة الذّرية والمتجدِّدة، مؤخراً بتقييمٍ شاملٍ لمصادر الطاقة لضمان الحصول على الفائدة القصوى من استخدامها في مزيـج الطاقة المستهدف لعام 2032م، لتوليد 131.6 جيجا واط، حيث احتلت الطاقة الشّمسية المرتبة الثانية بعد الهيدروكربونات بطاقة إنتاجية قدرها 41 جيجا واط، تكفي لتزويد أكثر من مليوني منزل بالكهرباء سنوياً.
كما أعلنت حكومة خادم الحرمين الشريفين تخصيص مليارات الدولارات لإطلاق مشاريع عملاقة، يتوقع أن تنتج كمياتٍ ضخمة من الكهرباء عبر الطّاقة الشّمسية، في خطوة يتوقع أن تلبي أكثر من 30% من حاجات المملكة للكهرباء. كما تأمل الحكومة أيضاً أن يكون هذا المجال نواةً وركيزة أساسيّتين، لتوطين صناعة جديدة تتيح مزيداً من فرص العمل لدى الشّباب السّعودي.
الصّين تدشن أكبر محطة عائمة للطاقة الشّمسيّة في العالم
استطاعت الحكومة الصينية في السنوات القليلة الماضية أن تتخذ مزيداً من القرارات الإيجابية لتغير سياستها في الحصول على الطاقة، وذلك عبر تبنيها لمزيد من مشاريع الطاقة المتجددة، فقد شرعت ببناء أكبر محطة عائمة للطاقة الشّمسية حول العالم، بقدره إنتاجية قدرها 41 ميجاواط في مدينة هوينان بمقاطعة أنهوي شرق الصين، ويعتمد هذا المشروع على استغلال المسطحات المائية لتركيب الألواح الشمسية ومن ثم يتم تثبيتها بواسطة عوامات لبقاء الألواح طافية وآمنة، كما أنّ الألواح الشّمسية العائمة على سطح البحر، قد تكون أكثر فاعلية بنسبة 11%، من الألواح الشّمسية المثبّتة على اليابسة نتيجة للتبريد الطبيعي للماء أسفل الألواح، وكذلك سيساعد الهواء البارد على سطح الماء، في خفض درجات الحرارة في أعلى الألواح. كما يتوقع أن تكون هذه التقنيّة بديلاً جديداً وخياراً مثالياً للدول التي تعاني من تحدٍ في مساحتها على اليابسة.